FiFA

مرحبا بك زائرنا الكريم
نرجو ان نحوز على رضاك..
fifa

FiFA

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
FiFA

للرياضه


    صًلي ....... قبل أن يصلى عليك !

    BrEt hArT
    BrEt hArT
    رئيس الذئاب


    عدد المساهمات : 70
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010
    العمر : 45
    الموقع : كندا

    صًلي ....... قبل أن يصلى عليك ! Empty صًلي ....... قبل أن يصلى عليك !

    مُساهمة  BrEt hArT الأربعاء يوليو 21, 2010 6:12 am

    ‏قال الراوي :

    كنت شاباً لا أعرف غير طريق الضلالة واللهو والعبث والركض وراء الشهوات ، باحثا عنها من زقاق إلى زقاق ، ومن مستنقع إلى مستنقع ولست أرى الحياة إلا في هذه الدوائر اللعينة ..
    تعب والدي من نصحي وتحذيري ، حتى نفض يده من إصلاحي ، غير أني كنت أسمعه كثيراً يدعو لي بالهداية ، ولم أكن أكترث لما أسمع من دعوات ..
    كنت أنفق راتبي كله على ملذاتي وشهواتي ، وقبل أن ينتهي الشهر يكون جيبي فارغاً ..

    ذات نهار أشبه بالليل .. جاءني هاتف يحمل الموت في نبراته .. يخبرني أن أعز أصدقائي مات فجأة وهو على فراشه ، فانتفض جسمي كله ، ودبت فيّ رعدة شديدة ، وشعرت أن أصابع الموت قريبة من رقبتي ..

    ازدردت ريقي بصعوبة بالغة .. وانهلت دموعي بغزارة وأنا الذي يصعب عليه البكاء ..
    كنت وهذا الصديق نقضي البارحة في صخب حتى قرب الفجر .. كيف مات، وقد تركته بصحة وعافية ؟
    أحسست أن الموت يبتسم إلي ساخراً من سؤالي .. !!

    لأول مرة أصلي صلاة الميت .. وفي المسجد وبينما نحن نتهيأ للصلاة ، حرص أبي أن يكون إلى جانبي ، ولعله بفطنته رأى ما اعتراني من حالة نفسية شديدة ، لم استطع السيطرة عليها .. همس في أذني في نبرة مؤثرة قرعت روحي قرعا : صلّ قبل أن يُصلى عليك

    وكان لهذه الكلمة وقع عنيف على قلبي .. ولذا فقد وجدت نفسي أبكي أثناء الصلاة ، كنت أتخيل نفسي ذلك الميت ، ثم لا أجد من يصلي عليّ .. !!
    حين انصرف الناس من المقبرة ، بعد أن نفضوا أيديهم من دفن صديقي ، بقيت وحدي بين المقابر ، وإذا بي أجهش بالبكاء كالأطفال ، وأنا أرى حولي مدينة كاملة من الأموات ..
    كانوا مثلنا في منتهى قوتهم ، وكانت لهم آمال وأحلام وأمانٍ ، وهاهم اليوم لا يؤنسهم حتى أحب الناس إليهم ..! وأحسب أني لم أخرج من المقبرة إلا بعد أن دفنت ذلك الماضي الأسود من حياتي ومن يومها عرفت الطريق إلى الله عز وجل ، وأقبلت عليه إقبال الظامئ بعد عطش طويل وأدركت أني كنت متوهماً طوال تلك السنوات فقد وجدت السعادة الحقيقية في رحاب الله .. ولله الحمد والمنة .. وأسأله جل جلاله أن يغفر لي ما مضى ، وأن يحفظني فيما بقى .. آمين آمين يا رب العالمين ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 27, 2024 10:59 am